منوعات آسيوية

الشرطة تمكنت أخيرا من القاء القبض على واحد من أهم المجرمين في قضية “قروبات الدردشة المرقّمة” التي أشغلت الرأي العام مؤخرا في كوريا الجنوبية

أكّدت الشرطة يوم 19 مارس 2020 بأنهم قاموا بالتحقيق مع 14 مجرم استغلوا بوحشية الفتيات القصّر واستعبادهن من خلال ابتزازهن بالكشف عن معلوماتهن الشخصية. ومن ثم بيع صورهن وفيديوهاتهن لمتابعي قروبات الدردشة على تطبيق المراسلة التيليجرام. كشفت الشرطة بأنها تمكنت من القاء القبض على 4 من هؤلاء الجناة تحت ذمة التحقيق.

هذه القضية اشتهرت في كوريا الجنوبية باسم قروبات الدردشة المرقمة على التيليجرام (Telegram’s #N Group Chat) والتي تم تسليط الضوء عليها أول مرة في شهر فبراير 2020 حيث طالب أكثر من 220,000 كوري من السلطات الكورية أن يبحثوا في القضية.

بدأت قروبات الدردشة هذه تُنشأ في بدايات عام 2016 حين أُغلق وقتها أكبر موقع إباحي غير قانوني في كوريا الجنوبية Soranet وتم إلقاء القبض على مدير الموقع. وزعم وقتها رجل مجهول يُعرف بلقب قودقود (Godgod) بأنه سيعيد مجد موقع Soranet من خلال استخدام قروبات الدردشة لمشاركة الفيديوهات الجنسية. هو اختار تطبيق التيليجرام كمنصة له لأنه من أكثر تطبيقات المراسلة أمانا وحماية للخصوصية ويصعب جدا تقفي أثر الناس من خلاله.

مع ازدياد شهرة “قودقود” أكثر فأكثر، حظي المزيد من مدراء قروب الدرشة هذا مثل واتشمان (Watchman) و باكسا (Baksa) بشعبية كبيرة بين متابعي هذه القروبات، وعُرفت هذه القروبات باسم “قروبات الدردشة المرقّمة” من حقيقة أن هؤلاء المدراء يقومون بإعداد قروبات دردشة مرقّمة ليحذفوها بعد ذلك بفترة معينة حتى لا تتمكن الشرطة من تقفي أثرهم.

المتابعين الذين يرغبون في الانضمام إلى أي قروب دردشة برقم معين يجب عليهم دفع رسوم دخول تتراوح تكلفتها ما بين المئات إلى الآلاف من الدولارات. أما بخصوص طريقة الدفع، فيتم الدفع عن طريق العملات المشفّرة مثل البيتكوين لتجنب ترك أي آثار وراءهم. ولقد حظي كل قروب دردشة تم افتتاحه حتى الآن بآلاف المتابعين والذين يدفعون تلك الأموال ليشاهدوا الفيديوهات التي يشارك بها مدراء تلك القروبات.

وفي شهر يوليو من عام 2019، أصبح المدير “باكسا” واحد من أشهر المدراء في تلك القروبات. هذا المدير كان يصطاد ضحاياه من خلال زعمه بأنه رجل ذو علاقات قوية في مجال الأعمال وأنه قادر على توفير وظائف بدوام جزئي لهن وبأجور مرتفعة. ومن ثم يجمع من هؤلاء النساء معلوماتهن الشخصية مثل رقم هوياتهن، وحساباتهن البنكية، وصورهن الشخصية، مصرا بأنه يجب عليهن المشاركة بمثل هذه المعلومات حتى يتلقين أجورهن في الوقت المناسب. وبمجرد أن يجمع تلك المعلومات، يجبرهن على تسجيل فيديوهات لأنفسهن وهن يقمن بأفعال جنسية. وبعد حصوله على تلك الفيديوهات أو الصور يبدأ بابتززهن وتهديدهن بها قائلا بأنه سيرسلها لأسرهن وأصدقائهن، وينشرها في كل أنحاء الإنترنت. هو يقوم أيضا بتهديدهن بأن يؤذيهن جسديا إن لم يقمن بإطاعة أوامره. وبفعل ذلك، تمكن “باكسا” من الضغط على هؤلاء النساء حتى يواصلن صنع هذه الفيديوهات التي تصبح مع الوقت أكثر قسوة وإذلالا. معظم الطلبات الجنسية لأولئك الضحايا كانت شنيعة ومروعة، مثل أمرهن بإدخال مقص في تلك المنطقة.

المجرمين والمتابعين جميعهم كانوا يشيرون إلى أولئك النساء بـ “العبيد”. وحتى أن “باكسا” كان يأمر ضحاياه بنحت اسم “عبدة” أو اسمه “باكسا” على أجسادهن كدليل على ولائهن له. من بين الـ 74 امرأة اللواتي وقعن ضحية لاستغلاله، تم تأكيد وجود 16 فتاة قاصر.

هذه ترجمة لإعلان مكتوب في إحدى قروبات دردشة “باكسا”: “رسوم الدخول 700 دولار أمريكي (حوالي 2,630 ريال سعودي) أنتم تعرفون أن الإباحية تكلف أكثر من هذا. الرسوم معقولة جدا، إذا أخذنا في عين الاعتبار بأنكم ستحصلون على فيديوهات لنساء مشهورات وغير مشهورات يفعلن كل الأشياء المجنونة”.

وبعد أن أمضت الشرطة أكثر من شهر في التحقيق في قضية قروبات الدردشة هذه بعد مطالبات الكوريين، تمكنت الشرطة أخيرا من القبض على مدراء قروبات الدردشة هذه، بما فيهم “باكسا”. تتوقع الشرطة بأن هؤلاء الرجال تمكنوا من جمع مئات الآلاف من الدولارات من خلال نشر هذه لفيديوهات الإباحية الغير قانونية. ولقد ذُكر أن الشرطة عثرت على 100,000 دولار (حوالي 375,800 ريال سعودي) نقدا مخبأ في مقرّ إقامة “باكسا” والذي يُتوقع بأنه حصل عليها بعد صرفه للعملات المشفرة التي كان يتلقاها من متابعي قروبات الدردشة تلك.

أكّدت الشرطة سعيها لتحقيق العدالة وإيقاع العقوبة على أولئك المجرمين حيث قالوا: “نحن سنتعقب “باكسا” والمعتدين الآخرين قدر الإمكان حتى نتأكد من جمع كل المعلومات التي نحتاج إليها لتحقيق العدالة في هذه القضية”. وأضافت الشرطة: “حتى المتابعين الذين انضموا إلى قروبات الدردشة هذه، أو اشتروا، أو حملوا، أو نشروا الفيديوهات سيتم تعقبهم والتحقيق معهم”.

المصدر: koreaboo

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى